دانلود جدید ترین فیلمها و سریالهای روز دنیا در سایت 98Movies. اگر در جستجوی یک سایت عالی برای دانلود فیلم هستید به این آدرس مراجعه کنید. این سایت همچنین آرشیو کاملی از فیلمهای دوبله به فارسی دارد. بنابراین برای دانلود فیلم دوبله فارسی بدون سانسور نیز می توانید به این سایت مراجعه کنید. در این سایت امکان پخش آنلاین فیلم و سریال همراه با زیرنویس و فیلمهای دوبله شده به صورت دوزبانه فراهم شده است. بنابراین برای اولین بار در ایران شما می توانید فیلمهای دوبله شده را در تلویزیونهای هوشمند خود به صورت دوزبانه و آنلاین مشاهده نمایید.
التاريخ : 2025-01-07

مدانات : شعبنا المكافح يئن تحت وطأة الهموم والديون

الراي نيوز -  كلمة النائب جهاد مدانات

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
سعادة الرئيس
اخواني الافاضل
اخواتي الفاضلات
قد لا تختلف كلماتنا حول الموازنة العامة للدولة في بعدها الاجتماعي والاقتصادي عن تلك التي ذكرناها في الرد على بيان حكومة دولة الدكتور جعفر حسان الحكومة التي عبرت لربما امتحان الثقة لهذا المجلس الكريم بأريحية لكنها بكل تأكيد ليست تلك الثقة التي يمكن أن تسند هذه الحكومة ظهرها لها فقد نالت حكومات سابقة ما هو أعلى بكثير وكانت نهاياتها كما هو معلوم لجميعكم.
شعبنا المكافح يئن تحت وطأة الهموم والديون وليس من يرمش له جفن وليس من يجيب بصدق وأمانة ومخافة من اللّٰه على سيل الأسئلة المطروحة التي تملأ صدور هذا الشعب الصابر على جمر الفقر والقهر والجوع والبطالة التي انهكته ونالت من صبره وقوة احتماله للسياسات الحكومية الساكنة والباردة والجامدة والخالية من أي دسم فليس في هذه الموازنة وبكل أسف ما يمكن ان يعطي هذا الشعب الوفي بطبيعته ولو جرعة من أمل يتكن عليها.
ولنكون أكثر صراحة ووضوح بخصوص هذه الموازنة الشكلية دعوني أؤكد بأن شعبنا لا يثق بلغة الأرقام الرسمية التي تأتي بها عادة موازناتنا المنسوخة وهذه حقيقة لست في شك باننا ندركها جميعنا دون استثناء فليس سرا ولا احجية ما ابوح به اليوم امام هذا المجلس الكريم لا بل انه على لسان كل أردني اختبر سرعة تبخر الدينار من جيبه عند اول بقالة يرتادها بغرض التسوق في حدوده الدنيا.
والحقيقة الثابتة أن المواطن في بلدي لم يعد يعنيه حجم الموازنة ولا مساحتها مثلما لا يشغله بالطبع طولها وعرضها وارتفاعها ولا حتى انخفاضها بقدر ما يهمه ما يتلمسه من زيادة في دخله المتواضع خاصة بعد تعديل الحد الأدنى للأجور الذي اشغل المسؤولون انفسهم به على مدى ليس بقصير والذي يرفضه بكل تأكيد العامل الوافد الذي يفتقر الى أي مهارة فكيف تطلبون من المواطن الأردني الغارق في وحل الالتزامات والديون ان يرضى به!


جيوب الأردنيون تفيض بالفواتير والمطالبات مستحقة الدفع والمتأخرة أيضا نتيجة السياسات الاقتصادية البائسة وفوق هذا وذاك لا زالت القوانين الجائرة تراوح مكانها ولا زال عشرات الالاف من أبنائنا يفترشون الازقة والشوارع والساحات في اقطار مجاورة هربا من تلك القوانين وتبعاتها في ذات الوقت الذي ذهب فيه الإحباط بشبابنا حد اللجوء الى الهجرة بحثا عن اوطان اخرى توفر لهم سبل العيش الكريم رغم المخاطر التي يتعرضون لها.
المؤسف والمبكي هو ان موازناتنا وفي أحسن احوالها ليست مؤهلة لتغيير الحال المقيت الذي نعيشه فكيف يكون الحال عندما يكون العجز في هذه الموازنة الطموحة بحسب الوصف الرسمي لها بين قوسين قد تجاوزت الثلاثة مليار دينار أردني والذي سنضطر مكرهين لتغطيته علما بأن ما يزيد على المليارين منها سوف تشق طريقها بسرعة جنونية لن ترصدها رادارات السلطة التشريعية سدادا لخدمة المديونية التي تكبل قرارتنا حتى وان كانت واعدة.
لطالما حلمت قبل نيابتي في الاطلاع عن قرب على موازناتنا بالتفصيل الى ان جاءت تلك الساعة التي صدمتني ارقامها والتي لا أرى فيها الا ما يوجع القلب ويدميه وفي هذا الجانب يساورني الشعور بان السؤال الذي يدور اليوم في ذهن كل مواطن حر عفيف وشريف هو متى تأتي الساعة الرحمانية التي تحقق فيها موازناتنا أحلام شعبنا بحياة كريمة في حدها الأدنى!
وخلافا لما عبر عنه معالي وزير المالية الذي أتصور حجم حرجه في قادم الأيام بعد أن صرح امام هذا المجلس الكريم بأن هذه الموازنة تمثل انطلاقة للموازنات التنموية فإنني ومن باب استباق الاحداث ومن وحي اطلاعي على هذه الموازنة أستطيع ان أوضح بانها لا تختلف عن سابقاتها الضريرات ابدا رغم محاولات التجميل البائسة التي زادتها تشويها وزادتنا أيضا احباطا.
الامر الواضح والذي لا يحتاج الى جهد كبير كمراقبين لأداء السلطة التنفيذية هو أن الموازنة العامة للدولة لا تعكس رؤية التحديث الاقتصادي التي تسترشد بها حكوماتنا التي ترغب لربما في التغيير وهنا اسمحوا لي في الإشارة الى ان القاعدة التي اتبناها دائما هي ان ذات المدخلات لا يمكن ولا باي حال من الأحوال ان تأتي بنتائج مغايرة عما سبق لأنها وعلى الأرجح سوف تأتي بذات المخرجات وذات الحصيلة وذات التركة الثقيلة التي خلفتها حكومات سابقة.



معضلة الأردن تتمثل في حجم المديونية التي راكمتها حكومات متعاقبة ومستهترة انجرفت دون وعي خلف الاقتراض الاعمى ودون ان تأتي أي واحدة منها بحلول ترفع عن كاهل هذه الموازنة خدمة الدين الذي تجاوزت مخاطرة كل الحدود الأمنة حتى أصبح يشكل ما نسبته 117% من الناتج المحلي الإجمالي الذي يتباطأ ويتراجع وينحسر ولو اظهرت الأرقام الرسمية غير ذلك.
الاعتماد على الذات سلاحنا السحري لربما والوحيد لإطفاء المديونية التي تلتهم بوحشية وشراسة وشراهة الأخضر واليابس وتحقيقا لهذا الهدف السامي والنبيل لوطننا وشعبنا فأن ما يجب ان نسعى اليه يستدعي فيما يستدعي تفجير كل الطاقات الكامنة في كل القطاعات الإنتاجية لكي نتمكن من الانتقال من الحال المخزي والمعيب الى حال بكل تأكيد أفضل إذا ما عقدنا العزم بقوة وإرادة وإصرار لطالما كانت الاساس الصلب والمتين لنهضة الأمم والشعوب الحرة.
تأتي الفرص تباعا لربما الى هذا الوطن العزيز وترحل مهرولة بعد ان تصطدم بالواقع كما لو ان شيئًا لم يحصل ولنا في هذا الباب تجارب شخصية محزنة ومؤلمة في تفاصيلها الى الحد الذي يقودني للقول بأننا لا زلنا بعيدون جدا عن تحقيق امالنا وطموحاتنا في مدينة فاضلة قضينا سنوات عمرنا الطويلة نبحث عنها ونسأل اللّٰه ان يأتي اليوم الذي نساهم فيه ببناء هذا الصرح الأخلاقي العظيم.
لست من أعضاء اللجنة المالية التي احترم وأقدر ورغم ذلك فقد آثرت حضور معظم جلساتها وحواراتها وقد هيأ لي هذا الحضور الفرصة للاطلاع عن قرب على الموازنة بشكلها العام وعلى موازنات ونفقات وايرادات كل وزارة ودائرة وهيئة على حده وهو الامر الذي يجعلني لربما اشعر بالخوف الشديد من تنامي المديونية داخليا وما اشد خطورتها وخارجيا وما اصعبها واقساها أيضا.
في جعبتي الكثير مما يمكن أن أقوله والكثير مما اتحفظ عليه غير انني وبعجالة يستدعيها الوقت المحدد للحديث أقول ان الخروج من هذا النفق يحتاج الى قرارات شجاعة وجريئة تتخذها حكوماتنا على كل المستويات والاصعدة وللحديث في هذا الجانب بقية.



اختم ولربما في هذه الخاتمة ما ينشط ذاكرتنا رؤساء وزارات ووزراء ونواب أيضا لأقول بان الذين غادروا الرابع وقالوا في يوم من الأيام بأن أجمل الأيام لم تأت بعد وقلت بنفسي بعدها وفي أحد المناسبات الدينية متأثرا بهذا الشعار أن أجمل الأعياد لم يأت بعد يدفعني اليوم تحت هذه القبة الشامخة بشموخ أبناء شعبنا الصابر والمكافح من اجل عيش حر وكريم لأن أقول وبصراحة حفاظا على ماء الوجه لي ولمن رافقني من زملائي في مسيرتنا للوصول الى هذا المجلس الكريم بأن ...
اسوأ الموازنات تتوالى من قبل ومن بعد ...
والسلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته
عدد المشاهدات : ( 2488 )
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع 'الرأي نيوز' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .